الجمعة، 8 أغسطس 2008

عبد الحكيم الخياط ... قيادة شابة ببصمات إنسانية !



كرئيس تنفيذي لواحدة من اكبر المؤسسات المالية في البحرين ؛ يتمتع عبد الحكيم الخياط ، بمسلك خاص ، وخط إنساني فريد وشديد التميز : حازم لكنه مفعم باللطف ، ومتحمس ولكنه مع ذلك هادئ وبسيط ، ومطلع ولكنه يكره الاستعراض ، ودقيق ولكنه لا يمانع في معالجة عدة أمور دفعة واحدة ؛ أما مشاعره التي تبدو في الظاهر انطباعية ، فإنه وان كان لا يمانع في إظهارها ، إلا انه لا يسمح لها في النهاية بالتأثير على قراراته الإستراتيجية . إنها السجايا التي جعلت من عبد الحكيم الخياط ، جامعا لمواصفات الرئيس التنفيذي حسب المقاييس الغربية ، ومواصفات سيد الأعمال النابه حسب المتطلبات الشرقية العربية ، وهو امتزاج متعادل على نحو شفيف ودقيق للغاية جعل من هذا المدير الشاب رجل أعمال مهيب ، ولكن مهابته تكمن في بساطته ؛ وفي كونه قائدا إنسانا ، يتفاعل مع المحيط المجتمعي من حوله ببساطة وتلقائية ، ونوايا مفعمة بالعطاء والمشاركة ، في حين يعيش داخل مجموعة بيت التمويل الكويتي وكأنه خلق لإيصال هذه المجموعة إلى المراتب القياسية الأعلى بين شركات المنطقة .

كانت لدى عبد الحكيم يعقوب الخياط آمال ذات مرة بان يصبح بطلا في رياضة كرة السلة، وهو ما زال يعاود الحنين لتلك الآمال ، ولكنه يعرف كيف يعبر عنها باقتدار ، من موقعه كمدير تنفيذي لمؤسسة مالية كبرى تمتلك خطوطا لا تكاد تنتهي مع المجتمع ومختلف فعالياته ، ومنها الفعاليات الرياضية بالطبع ، والتي يعتبر " بيت التمويل الكويتي " واحدا من ابرز رعاتها والرافدين لها .. ومن آمال طفولية بأن يكون بطلا ، تحول عبد الحكيم الخياط الآن إلى صانع لبطولات واعدة ، فيما يستمر " بيت التمويل الكويتي " في خلق المقاييس الأكثر رفعة في مجال انخراط المؤسسات المالية والتجارية في خدمة المجتمع ومسيراته التنموية ..

إضافة إلى منصبه كرئيس تنفيذي لـ " بيت التمويل الكويتي " ، يرأس عبد الحكيم الخياط مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ـ الأردن ، كما يرأس مجلس إدارة شركة درة البحرين ، صاحبة اكبر مشروع إسكاني في المملكة ، ويرأس أيضا مجلس إدارة شركة مينا تليكوم المتخصصة في قطاع الاتصالات والتي حصلت على أول ترخيص بخدمة الاتصالات اللاسلكية في المملكة ، وهو صاحب فكرة وعراب اكبر مجمع تكنولوجي في المملكة ، أطلق عليه اسم (تكنولوجي بارك) ، ومن المقرر إنشاؤه بشراكة مرموقة مع " مجلس التنمية الاقتصادية " ليكون نقطة جذب واستقطاب للمشاريع التكنولوجية المتقدمة على المستويين المحلي والعالمي. ومن هنا فينظر لهذا الشاب على انه برهان حي على قدرة القيادات الشابة، ودورها الناجز في مسيرة التنمية البحرينية وفي تشكيل مستقبل المنطقة الاقتصادي..

ولد عبد الحكيم الخياط عام 1965 بمدينة المنامة؛ في عالم صغير، آمن، فخور، ومتطلع : شرنقة من الأعراف المنحوتة من محيط محافظ ، وسماء من الطموحات مفتوحة على المدى . في أوائل سني الدراسة كان عليه أن ينهمك في تحقيق حلمه الرياضي الشخصي العتيد ، بعد ذلك ، وحين انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إدارة الأعمال والمحاسبة في جامعة تكساس ، وجد نفسه ينهمك شيئا فشيئا في قضايا أمته المصيرية ، وأدرك أن عليه أن يتخلى عن بعض أحلامه الشخصية في سبيل تحقيق الأحلام الأكثر جدوى لوطنه وأمته . هناك وفي جامعة تكساس التحق ببرنامج دبلوم الدراسات الشرق أوسطية . يقول: " كنت أريد أن اعرف كيف ينظر المستشرقين إلى العرب والإسلام، فانهمكت في قراءة كتب المستشرقين عن الإسلام والحضارة العربية إلى الدرجة التي كنت امضي معظم وقتي في المكتبة ". وفي ظل رفوف المكتبة التي كانت تضم أكثر من 60 ألف عنوان عن الحضارتين العربية والإسلامية بدأت شخصية عبد الحكيم الخياط بالتشكل الناجز والناضج معا من خلال خيوط يلتقي عندها الاقتصاد بالتاريخ وعلم المحاسبة بالفكر والدراسات المالية بفذلكات المستشرقين. ويبدو أن تلك الخطوط، هي التي ساهمت فيما بعد في تكريس عبد الحكيم الخياط باحثا ومفكرا صاحب رؤية في مجال البنوك الإسلامية، ورجل أعمال صاحب رؤية في مجال دور المؤسسات الخاصة في خدمة المجتمع ورفد المشاريع التنويرية الرسمية..

بعد ذلك وفي العام 1992 عمل عبد الحكيم الخياط لدى شركة " أرنست آند يونغ " العالمية ؛ وبقي في هذه الشركة التي كانت حلما من أحلامه العملية حتى انتقل للعمل في مجموعة بيت التمويل الكويتي، مكلفا من المجموعة بتأسيس " بيتك ـ البحرين " . لذلك يبدو من الواقعية والموضوعية أيضا القول بأن حضور عبد الحكيم الخياط في قصة تكوين " بيت التمويل الكويتي ـ البحرين " هو حضور تأسيسي، مركزي لا يدانى.. فقد منح للشركة هويتها, وصلابتها التكوينية ، وقدرتها الفائقة على التمدد عموديا وأفقيا ، وكذلك حصافتها الإدارية التي جعلت منها موئلا لاستقطاب رؤوس الأموال الاستثمارية ومن ثم تجييرها إلى مشروعات بحرينية وخليجية وعالمية عملاقة من مثل : إنشاء مشروع إسكان درة البحرين ، تأسيس شركة مينا تيليكوم ، شراء شركتين نيوزلنديتين عريقتين ضمن عمليات صندوقه الاستثماري ، هما : " كانتبري " وهي أقدم شركة في العالم لتصنيع ملابس وأدوات رياضة الريغبى ، وشركة " ريدياس هيلث غروب " المتخصصة في مجال خدمات الرعاية الصحية المتكاملة .

في قائمة النخب البحرينية والخليجية يعد عبد الحكيم يعقوب الخياط شخصا منيعا، فهو ذكي، وقوي ، وخبير بكل جوانب مهنته ودوره ومناصبه المرموقة العديدة ، وبصفته مديرا تنفيذيا لواحدة من اكبر المؤسسات المالية والاقتصادية البحرينية ، فان ما يحسب له حقا إضافة إلى سلسلة النجاحات الكبرى التي حققها للمؤسسة ومجموعة الشركات التي يرأس مجالس إدارتها ، انه استطاع أن يجتاز الهوة التقليدية التي تفصل في العادة بين نخب المال والأعمال وبين المواطنين العاديين . وهو يقول في هذا الصدد : " المدراء التنفيذيون العظام كانوا أصحاب قيم إنسانية كبرى قبل أن يكونوا أصحاب مبادئ وانجازات " . ومع ذلك فسجل الانجازات التي حققها عبد الحكيم الخياط رئيسا تنفيذيا لـ " بيت التمويل الكويتي " حافل ، وثر ، ومشتمل على أرقام قياسية بحرينية وخليجية . " لقد حقق بيت التمويل الكويتي ـ البحرين مكاسب كبيرة بعد الاستثمارات المهمة التي دخل فيها على مدى السنوات الثلاث الماضية ، وبها استطاع أن يعزز إمكانياته ويقدم تشكيلة أوسع من المنتجات والخدمات المالية المبتكرة والمربحة مما يعزز الصناعة المصرفية الإسلامية على نطاق إقليمي ودولي " . بهذه العبارة المكثفة للغاية لخص عبد الحكيم الخياط انجازات " بيتك ـ البحرين " خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الشركة . أما تحليل هذه العبارة الشديدة الكثافة فيتضمن سلسلة لا تكاد تنتهي من المنجزات، منها:

ـ إطلاق أول برنامج توجيهي خاص في المملكة لابتعاث الطلبة المتفوقين والقادة الشباب . وهو البرنامج الخاص الوحيد في المملكة الذي يساهم في دعم عملية تطوير الجيل القادم من القادة البحرينيين. ويتمثل الهدف الأساسي لهذا البرنامج في تمكين الطلبة من تطوير مسيرتهم وحماسهم ومهاراتهم القيادية لكي يتفوقوا في مجال الاقتصاد العالمي .

ـ دعم المبادرات الوطنية التي تساهم في تعزيز التفوق والمعرفة والابتكار ، سواء من خلال الشراكة مع الحاضنات الوطنية المعنية كبرنامج سمو ولي العهد لابتعاث الطلبة المتميزين، أو من خلال المبادرة بتأسيس حواضر الإبداع والتقانات العالية كمشروع الـ " تكنولوجي بارك " .

وفي مسيرة ما تزال مرشحة للمزيد من الصعود ، فان المحاسب والرئيس التنفيذي ، والمثقف الحاصل على دبلوم الدراسات الشرق أوسطية عبد الحكيم الخياط لا يحاول فقط أن يطاول إرثا وطنيا عريقا ومجالا نهضويا عارما بالانجاز والريادة ظل دائما مواكبا لاسم مملكة البحرين في مجال التجارة والمال والاقتصاد ، بل ينهمك في المشاركة بصناعة محيط اقتصادي بحريني إسلامي ملتزم ، ومحيط أعمال بنكية صديقة للمجتمع وصديقة للفئات الأقل حظا على نحو خاص . وهو اختصر ملامح هذا المحيط ومعطياته ومعضلاته في مجموعة ثرة وقيمة من البحوث والدراسات وأوراق العمل التي قدمها في عدد من المؤتمرات العربية والعالمية .

عبد الحكيم يعقوب الخياط متزوج من الدكتورة هناء الخياط ، وله من الأبناء : محمد ، مريم ، ومروة . انه واحد من ابرز عشرة قياديين شبابا في المملكة. والذين عملوا مع هذا المدير الشاب النابه يعرفونه بجديته، ولكنهم يعرفون أيضا بصماته الإنسانية التي يصر دائما على أن يوشح بها أدواره ومشروعاته وقراراته.. ! .. إن قدرته على "أنسنة" العمل المصرفي لا يضاهيها سوى قدرته على " أسلمة " أعمال البنوك والتبشير باقتصاد إسلامي متكامل وقادر على المنافسة العالمية .. إنها طريقة عبد الحكيم الخياط للرد على ما قرأه من نتاجات المستشرقين الغربيين عن العرب والإسلام ، وهي طريقته في الانخراط بمسيرة التنمية البحرينية .