الجمعة، 18 يوليو 2008

ابراهيم بن خليفة الدوسري .. مَن شابـَه وطنه فما ظلم !








لم اكتب من قبل عن ابراهيم خليفة الدوسري ، رجل المتابعة والبحث والمعلومات في ديوان سمو رئيس الوزراء ، ورجل التدريب وتنمية الموارد البشرية . ثمة تقصير في ذلك ، تجاه رجل بحريني يمتلك هوية عالمية . ولكن ما يجعل هذا التقصير حادا وقاسيا جدا ، انه ليس تقصيرا فرديا ، بل يشاركني فيه كل الكتاب والصحفيين البحرينيين . هل ترى مرجع ذلك لزهد الرجل بالاضاءات الاعلامية ؟ ربما .. ولكن ذلك يجب ان لا يكون عذرا للكتاب والاعلاميين ، وليس عذرا لي بالتأكيد ..

بالنسبة لابراهيم خليفة الدوسري ، ثمة على الاقل عشرة معان مرادفة لكلمة منصب . فهو : وكيل وزارة مساعد للمعلومات والمتابعة بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء، وهو رئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولى لمنظمات التدريب وتنمية الموارد البشرية ، وهو مستشار مجلس ادارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية ، وهو الرئيس التنفيذي لدورات عديدة لجمعية البحرين للتدريب والتنمية ، وهو عضو لجنة جائزة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لتمكين المرأة ، وهو عضو مجلس المناقصات ، وفي أغسطس 2007 تم انتخابه رجل العام للاتحاد الآسيوي لمنظمات التدريب وتنمية الموارد البشرية .. !!

السؤال الذي يخطر في البال الآن ، هو : كيف يتمكن رجل له كل هذه الارتباطات والمناصب ، من التنسيق فيما بينها ، ثم اداء واجباته الرئيسية والحساسة جدا ، كوكيل وزارة مساعد للمعلومات والمتابعة بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء؟ الغريب ان الاجابة عن هذا السؤال ، تأتي من خارج البحرين ايضا . وهنا تصل دراما النكران الاعلامي بحق هذا الرجل قمة مشهدياتها . فترشيح الدوسري كشخصية العام في الاتحاد الآسيوي ، جاء من قبل مجموعة كبيرة من الشخصيات العالمية المهتمة بالتدريب وتنمية الموارد البشرية ، والتي لها حضورها العالمي في المحافل العالمية .. وفي شهادته المرموقة بحق الدوسري بعد انتخابه ، قال الأمين العام للاتحاد الآسيوي : " ان مجلس إدارة الاتحاد كان يرصد انجازات الدوسري ، ويتابع باعجاب اهتمامه بتطوير الاتحاد العالمي لمنظمات التدريب وتنمية الموارد البشرية ، حيث قام باتخاذ العديد من المبادرات في هذا الصدد ، منها : زيادة الموارد المالية للاتحاد العالمي ، وتنويع البرامج المساندة للدول الفقيرة ، وإعادة صياغة النظـام الأساسي للاتحاد الدولي ، وتغيير معايير المؤتمرات العالمية السنوية للاتحاد "..!!

وعند اختيار الدوسري كأول خليجي واول عربي يشغل رئاسة مجلس ادارة الاتحاد الدولي للتدريب وتنمية الموارد البشرية ، اصدر الاتحاد الدولي بياناً صحافياً مثـّل شهادة عالمية اخرى بحق هذا الرجل الذي تصلح فيه المقولة العربية السائرة عن مطرب الحي الذي لا يطرب ، ليس لشيء سوى ان ابناء الحي يفضلون ان يمنحوا ود آذانهم للغريب القادم من وراء البحار . قال الاتحاد : " ان فوز الدوسري بهذا المنصب وبالتزكية التامة ، يعتبر تأكيدا دوليا لما يتمتع به الدوسري من تاريخ علمي حافل بالانجــازات في مجالات التدريب والتنميـة البشـريــة ، ولـمـا قـام بـه مــن مساهمات فعالة في مشاريع وبرامج الاتحاد الدولي ، واستحــداث العديد من البرامج وتطويرها في الدول الاعضاء " .. !!

يتميز ابراهيم الدوسري بالاغراق الشديد في العمل ، ولعل قربه من مجال سمو رئيس الوزراء ، وحده ، يكفي ان يكون منشغلا لاربع وعشرين ساعة ؛ وان يكون حاضر الذاكرة على الدوام ، وصاحب بديهة اسرع من الضوء ، ومزودا دائما بالمعلومة التي يريدها سمو رئيس الوزراء في اية ساعة من النهار او الليل . انها حامل مفاتيح حقيبة المعلومات اللازمة لرجل الدولة الفذ ، وعميد النهضة الكبير . مع ذلك يجد ابراهيم الدوسري من الوقت والعزيمة ما يؤهله لكي يكون مختارا عالميا فيما يتعلق بطول واستمرارية فترة العطاء التطوعي ، وحجم هذا العطاء ، ونوعيته المرموقة ، وان تستقطب مبادراته ومساهماته في المنظمات والمحافل الدولية المعنية بتنمية الموارد البشرية ، اعجاب وامتنان هذه المنظمات والمحافل ، واعترافها ، بان هذا التكنوقراطي البحريني " ساهم بشكل مباشر وجوهري ، في تحسين وتنمية الموارد البشرية على مستوى العالم ".

يستحق ابراهيم الدوسري ، تقديرا يتجاوز الكتابة عنه . وهو وان كان زاهدا في الاعلام واضاءاته ، الا انه يمثل في الحقيقة قيمة بحرينية عالية . وفي الجزء البحريني من عالم التدريب وتنمية الموارد البشرية ، يعتبر الدوسري الأب الروحي لجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية ، فهو المساهم الرئيس في اعلان ولادتها ، وهو الذي كمن دوره المصدري وراء انطلاقتها وتعزيز دورها العام ومشاركاتها النوعية في هذا المجال الذي يعتبر الآن مؤشرا عالميا .. ومن كوالالمبور الى جاكارتا ، ومن المنامة الى روما ، ومن الرياض الى سان فرانسيسكو .. يذهب ابراهيم الدوسري بعيدا ، للتبشير بالتجربة البحرينية في التنمية البشرية . هذه التجربة التي حظيت بسجل دولي استحق الكثير من الشهادات والتقارير العالمية .. ونكران ذوي القربى .. وهنا نتحدث عن البحرين ، لا عن الدوسري . ولكنها نفس المشهدية .. بالنسبة للدولة .. وبالنسبة للرجل .. ومن شابه وطنه فما ظلم .