الثلاثاء، 15 يوليو 2008

فخرية القيادة والانجازات الإنسانية لسمو الشيخ خليفة بن سلمان



تعتبر جامعة لورنس التقنية ، التي منحت صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة شهادة الدكتوراه الفخرية في القيادة والانجازات الإنسانية ، واحدة من أعظم الجامعات الأمريكية المتخصصة في مجال القيادة . وهي من أولى الجامعات في العالم التي ابتكرت وكرست منهاجا علميا جديدا وأصيلا لتدريس علوم وفلسفات ومهارات القيادة. وهي أول جامعة في الولايات المتحدة والعالم تؤسس كلية ومركزا متخصصا للأبحاث المتعلقة بمجلس الشيوخ .. وينظر إلى الجامعة باعتبارها مركز تغذية فكري وبحثي لتعزيز القدرات والمؤهلات التشريعية والقيادية لأعضاء الكونغرس الأمريكي والعاملين معهم ..

من هنا ، يمكن فهم وإدراك القيمة المعنوية والعالمية المرموقة لشهادة الدكتوراه الفخرية في القيادة التي منحتها الجامعة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين . فالشهادة بحد ذاتها تشكل تقديرا علميا موقرا من جامعة عظيمة لرجل دولة عظيم. والشهادة تمثل اعترافا أكاديميا مرموقا من مركز طلائعي في علوم القيادة ، لقائد جسد بانجازاته أنموذجا باهرا في القيادة الحصيفة ، ومثالا فريدا في تاريخية الريادة ، ولرجل دولة يحظى سجله التاريخي بانجازات قدمت الكثير للإنسانية جمعاء ، بموازاة ما قدمه سموه لشعبه في البحرين وأمته العربية .

لقد انطلقت الجامعة في العام 1932 على يد الأخوين لورنس لتكون مركزا وبؤرة وطنية مكرسة لإعداد للقيادات في عصر التقنيات المستقبلية . وكان إيمان الجامعة الراسخ بالمستقبل عاملا أساسيا في ازدهارها وتسريع نموها ، رغم أنها انطلقت في خضم الفوضى الاقتصادية إبان فترة الكساد العظيم . وهنا نقف على حالة من التشابه والتماثل القريبة جدا بين حلم الجامعة وأهدافها، من جهة، وحلم صاحب السمو الشيخ خليفة وأهدافه كمؤسس للنهضة البحرينية وصاحب دفة قيادتها، من جهة أخرى. المثال الآخر الذي يمكن مقاربته للوصول إلى حيثية مماثلة بين مسيرة رجل الدولة والجامعة ، أن أحلام سمو الشيخ وأحلام الأخوين لورنس مؤسسي الجامعة ، في صناعة المستقبل ، واجهت في بداياتها عاصفة من احتجاجات قصيري النظر وتهويماتهم المحبطة . غير أن سجية " إرادة التحدي " عند سمو الشيخ خليفة، كانت عاملا حاسما في دحض الأوهام والتخوفات القصيرة النظر، التي عجزت آنذاك عن رؤية ما تراه بصيرة سمو الشيخ من معالم المستقبل الزاهر للبحرين . وهذا تماما ما تسلح به الأخوان لورنس عندما أعلنا فكرتهما بتأسيس الجامعة في خضم فترة الكساد العظيم .. ! إنها محايثة أولية بسيطة ، ولكن معبرة ، للمقاربة بين شخصية رجل الدولة خليفة بن سلمان آل خليفة كقيادي بارع ومرموق وصاحب بصيرة استشرافية بانورامية وعميقة ، وشخصية الجامعة العريقة كمركز لتخريج القادة ، وموئل جامعي موقر أمريكيا وعالميا لأول تكريس علمي عال لمناهج القيادة الإدارية ..

وحين يتحدث" Russell E. Lawrence" مؤسس الجامعة ، عن "كآبة التكهنات السلبية والمحبطة" التي حاصره بها أصحاب الرؤية التشاؤمية والقصيري النظر ، عندما شرع في تأسيس الجامعة ، فإننا نشعر أن الرجل يتحدث عن مشاعر سمو الشيخ خليفة ، حين شرع سموه في تأسيس القاعدة الأولى للاقتصاد البحريني ، ولقيام الدولة.. كانت دائما تواجهه " كآبة التكهنات المحبطة " ولكنه كان دائما ابعد نظرا وأعمق بصيرة من التوقف عندها أو السماح لها بالتأثير على روحه المفعمة بالوطن الحلم والدولة المستهدفة ..

لكل ذلك ؛ ولمسوغات موضوعية وتاريخية عديدة ، اعتمدتها الجامعة لمنح سموه شهادة الدكتوراه الفخرية في القيادة ، يبدو اختيار جامعة لورنس التقنية تحديدا لسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ، كأول رجل دولة عربي يحظى بهذه الشهادة الموقرة ، منطقيا جدا ، ومتوافقا للغاية مع فلسفة الجامعة وفكرة تأسيسها وقصة نشوئها وانطلاقتها وازدهارها .. ويبدو أن الجامعة الأمريكية العريقة بحثت كثيرا في السير الذاتية لعديد من رجال الدول العالميين والعرب ؛ ويبدو أنها توقفت كثيرا عند مفاصل العظمة والقيادة الملهمة في مسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ؛ والجامعة موفقة في ذلك ، ولكن ما نتمناه دائما أن نتوقف نحن عند ما توقفت عنده هذه الجامعة الأمريكية ، وعند ما توقفت عنده الأمم المتحدة عندما منحت سموه جائزة الشرف للانجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية ، وعند المحاور التي يتوقف عندها العالم وهو يتعامل بإجلال كبير مع رجل دولة كبير ، كتبت انجازاته العظيمة ، اسمه بحروف من ذهب على جبهة تاريخ رجال الدول والقادة العالميين ..