في كتب التاريخ والسيرة , يبرز ثمة تعبير " حضر المشاهد كلها " للإشارة إلى أن الشخص المعني , كان قريبا دائما وعلى نحو شفيف بالقائد أو الزعيم .. ونحن الآن , في حضرة رجل شهد المشاهد كلها مع خليفة بن سلمان .. انه المستشار، الوزير، ونائب رئيس الوزراء الدكتور جواد بن سالم العريض..
الساسة العقلاء؛ سواء كانوا في حسبة المعارضة أو الموالاة هم أولئك الذين يقللون من التعرض الدائم لشمس الإعلام اللاذعة.. والدكتور جواد سالم العريض, ربما يكون السياسي البحريني الأقل تعرضا لشمس الإعلام, سواء كانت هذه الشمس حارقة كاوية, أو مداعبة مدغدغة.. ومع ذلك فالرجل يمتلك من الكاريزما , ما يؤهله ليكون مقصدا إعلاميا لكل صحفي منقب , ومقصدا معلوماتيا لكل كاتب مؤرخ , وجليسا مكافئا لأكثر الشعراء فحولة , وأكثر المثقفين اطلاعا وتجربة .. عداك عن التصاقه الحميم بالتاريخ السياسي البحريني الحديث , واقترابه الشفيف من التاريخ البحريني الموثق , وذاك الذي ما زال في الصدور. ولو كنت متمنيا ذاكرة ثرة, عفية, وافية, اقترب منها لأكتب أبهى النصوص وأكثرها كثافة عن البحرين, لتمنيت أن اقترب من ذاكرتين: ثانيتهما , ذاكرة جواد العريض ..
في المقاربة الأولى " لمجموعة " شخصية جواد العريض, تشعر أنك أمام بنية كاريزمية سياسية, لا تتصل بالمنصب الوزاري ـ أو الوظيفي ـ, بل تنبع من ذات الرجل.. انه في الواقع, الوزير الوحيد الذي لا يمكن أن يوصف بـ "الوزير السابق".. حتى لو كان خارج التشكيلة الوزارية ..!
يمكن وصف الرجل أيضا , بأنه رجل المهمات الصعبة .. وهي صفة التصقت بجواد العريض, شعبيا, عندما تصدى بتكليف من جلالة الملك, إلى قيادة الفريق البحريني في ذلك المعترك السياسي والتاريخي والقانوني الأهم والأكثر خطورة عبر امتداد التاريخ البحريني الحديث, واعني معترك الخلاف البحريني القطري على جزر حوار.. وما ترتب عليه من انتصار وصفه جلالة الملك حينذاك بأنه انتصار للدولتين الشقيقتين..
في تلك المرحلة من حياة العريض, تحول الدكتور جواد إلى منظار يغوص في أعماق التاريخ, وتلسكوب تصل قوة إبصاره إلى أبعد مجرات التاريخ والجغرافيا ، منقبا عن وثيقة أو حدث أو شهادة, يدافع بها عن الحق البحريني العتيد.. وتحول السياسي جواد إلى حملة علاقات عامة متنقلة وواسعة النطاق للتبشير بالحق البحريني.. وتحول القانوني جواد إلى "شرلوك هولمز" وثائقي , لا يكتفي بقراءة ما يرى , بل بما لا يراه الآخرون .. !
ومن نافذة معترك حوار .. أطل جواد العريض, على فرادة عزيزة وذات قيمة عالية: فهو المسئول البحريني الوحيد الذي ورد اسمه صراحة في أكثر من خطاب ملكي موجه للعالم حينا, وللشعب البحريني حينا, ولصفوة من المؤرخين والأكاديميين والسياسيين حينا آخر.. !! .. هل ثمة مجال لأكثر من ذلك ؟! .. نعم, فجواد العريض, هو الوزير والمسئول الوحيد الذي ورد اسمه في الخطاب الملكي مقرونا بالشعور بالعرفان للرجل.. وهذه بحد ذاتها فرادة عزيزة غالية, تتطاول لأجلها أعناق الرجال.. ولكنها أيضا , دلالة نبيلة من قائد نبيل , على انجازات جندي حاذق ومخلص من جنود الوطن ..
وقبل حوار , كانوا قليلين جدا اؤلئك الذين سمعوا باسم جواد العريض خارج البحرين .. فالرجل زاهد في الاضاءات الإعلامية إلى حد الغموض .. ويبدو انه يعتنق المقولة الشهيرة " الطيور التي تصيح كثيراً لا تصطاد شيئاً “.. وفي مجال السياسة بما هي إدارة, فالرجل صياد ماهر, ونقاد حاذق, ومُنـَظـّر لا يشق له غبار.. وظل يوصف على مدى مرحلة كاملة بأنه رجل الظل , والمُنـَظـّر الخفي، غير المرئي في السياسة الداخلية البحرينية، شأن مخرج الفيلم الذي لا يظهر في أي مشهد غير انه حاضر في جميع جزئيات العمل.
كتب جواد العريض , وثيقة ميلاده الفكري والقومي , على "ديسك" المعارضة , حين كان طالبا جامعيا , يتقاطع حماسه الوطني والعروبي , مع موجات المد القومي الناصري .. غير انه لم يلبث كثيرا , حتى تحرر من ربقة تلك العباءة الفضفاضة , وان كان بقي مخلصا للفكر العروبي والقومي .. ثم كتب وثيقة ميلاده السياسي, في عام 1970, حين أصبح طبقا للمرسوم رقم (3) لسنة 1970 رئيسا لدائرة العمل والشئون الاجتماعية وعضوا في مجلس الدولة.. ومنذ ذلك الوقت, لم يغب اسمه قط عن العمل الحكومي والوزاري.. فكان وزيرا للصحة, ووزير دولة لشئون مجلس الوزراء, ووزير دولة بلا حقيبة, ووزير دولة لشئون البلديات وشئون البيئة, ووزيرا للعدل.. ومستشارا لسمو رئيس الوزراء.. وأخيرا نائبا لرئيس مجلس الوزراء ..
وهو يوصف أيضا, باعتباره مؤسس وزارات.. فقد أسس لوزارة العمل والشئون الاجتماعية, ثم أسس لوزارة شئون مجلس الوزراء, ثم لوزارة الصحة, وأسس لوزارة العدل بإطارها المنفصل عن وزارة الشئون الإسلامية.. وبهذه الحيثية وغيرها , فجواد العريض مؤسسة وطنية متحركة , وقاموس بيروقراطي وتكنوقراطي يمشي على الأرض .. ولو حكى لقال الكثير.. ولو تذكر لفردت ذاكرته قاعدة بيانات تاريخية حاشدة بالكثير الكثير.. فمن يا ترى تشرق عليه شمس الحظ , فيمتلك "الباسوورد" الذي يفتح هذه القاعدة ..؟!
الساسة العقلاء؛ سواء كانوا في حسبة المعارضة أو الموالاة هم أولئك الذين يقللون من التعرض الدائم لشمس الإعلام اللاذعة.. والدكتور جواد سالم العريض, ربما يكون السياسي البحريني الأقل تعرضا لشمس الإعلام, سواء كانت هذه الشمس حارقة كاوية, أو مداعبة مدغدغة.. ومع ذلك فالرجل يمتلك من الكاريزما , ما يؤهله ليكون مقصدا إعلاميا لكل صحفي منقب , ومقصدا معلوماتيا لكل كاتب مؤرخ , وجليسا مكافئا لأكثر الشعراء فحولة , وأكثر المثقفين اطلاعا وتجربة .. عداك عن التصاقه الحميم بالتاريخ السياسي البحريني الحديث , واقترابه الشفيف من التاريخ البحريني الموثق , وذاك الذي ما زال في الصدور. ولو كنت متمنيا ذاكرة ثرة, عفية, وافية, اقترب منها لأكتب أبهى النصوص وأكثرها كثافة عن البحرين, لتمنيت أن اقترب من ذاكرتين: ثانيتهما , ذاكرة جواد العريض ..
في المقاربة الأولى " لمجموعة " شخصية جواد العريض, تشعر أنك أمام بنية كاريزمية سياسية, لا تتصل بالمنصب الوزاري ـ أو الوظيفي ـ, بل تنبع من ذات الرجل.. انه في الواقع, الوزير الوحيد الذي لا يمكن أن يوصف بـ "الوزير السابق".. حتى لو كان خارج التشكيلة الوزارية ..!
يمكن وصف الرجل أيضا , بأنه رجل المهمات الصعبة .. وهي صفة التصقت بجواد العريض, شعبيا, عندما تصدى بتكليف من جلالة الملك, إلى قيادة الفريق البحريني في ذلك المعترك السياسي والتاريخي والقانوني الأهم والأكثر خطورة عبر امتداد التاريخ البحريني الحديث, واعني معترك الخلاف البحريني القطري على جزر حوار.. وما ترتب عليه من انتصار وصفه جلالة الملك حينذاك بأنه انتصار للدولتين الشقيقتين..
في تلك المرحلة من حياة العريض, تحول الدكتور جواد إلى منظار يغوص في أعماق التاريخ, وتلسكوب تصل قوة إبصاره إلى أبعد مجرات التاريخ والجغرافيا ، منقبا عن وثيقة أو حدث أو شهادة, يدافع بها عن الحق البحريني العتيد.. وتحول السياسي جواد إلى حملة علاقات عامة متنقلة وواسعة النطاق للتبشير بالحق البحريني.. وتحول القانوني جواد إلى "شرلوك هولمز" وثائقي , لا يكتفي بقراءة ما يرى , بل بما لا يراه الآخرون .. !
ومن نافذة معترك حوار .. أطل جواد العريض, على فرادة عزيزة وذات قيمة عالية: فهو المسئول البحريني الوحيد الذي ورد اسمه صراحة في أكثر من خطاب ملكي موجه للعالم حينا, وللشعب البحريني حينا, ولصفوة من المؤرخين والأكاديميين والسياسيين حينا آخر.. !! .. هل ثمة مجال لأكثر من ذلك ؟! .. نعم, فجواد العريض, هو الوزير والمسئول الوحيد الذي ورد اسمه في الخطاب الملكي مقرونا بالشعور بالعرفان للرجل.. وهذه بحد ذاتها فرادة عزيزة غالية, تتطاول لأجلها أعناق الرجال.. ولكنها أيضا , دلالة نبيلة من قائد نبيل , على انجازات جندي حاذق ومخلص من جنود الوطن ..
وقبل حوار , كانوا قليلين جدا اؤلئك الذين سمعوا باسم جواد العريض خارج البحرين .. فالرجل زاهد في الاضاءات الإعلامية إلى حد الغموض .. ويبدو انه يعتنق المقولة الشهيرة " الطيور التي تصيح كثيراً لا تصطاد شيئاً “.. وفي مجال السياسة بما هي إدارة, فالرجل صياد ماهر, ونقاد حاذق, ومُنـَظـّر لا يشق له غبار.. وظل يوصف على مدى مرحلة كاملة بأنه رجل الظل , والمُنـَظـّر الخفي، غير المرئي في السياسة الداخلية البحرينية، شأن مخرج الفيلم الذي لا يظهر في أي مشهد غير انه حاضر في جميع جزئيات العمل.
كتب جواد العريض , وثيقة ميلاده الفكري والقومي , على "ديسك" المعارضة , حين كان طالبا جامعيا , يتقاطع حماسه الوطني والعروبي , مع موجات المد القومي الناصري .. غير انه لم يلبث كثيرا , حتى تحرر من ربقة تلك العباءة الفضفاضة , وان كان بقي مخلصا للفكر العروبي والقومي .. ثم كتب وثيقة ميلاده السياسي, في عام 1970, حين أصبح طبقا للمرسوم رقم (3) لسنة 1970 رئيسا لدائرة العمل والشئون الاجتماعية وعضوا في مجلس الدولة.. ومنذ ذلك الوقت, لم يغب اسمه قط عن العمل الحكومي والوزاري.. فكان وزيرا للصحة, ووزير دولة لشئون مجلس الوزراء, ووزير دولة بلا حقيبة, ووزير دولة لشئون البلديات وشئون البيئة, ووزيرا للعدل.. ومستشارا لسمو رئيس الوزراء.. وأخيرا نائبا لرئيس مجلس الوزراء ..
وهو يوصف أيضا, باعتباره مؤسس وزارات.. فقد أسس لوزارة العمل والشئون الاجتماعية, ثم أسس لوزارة شئون مجلس الوزراء, ثم لوزارة الصحة, وأسس لوزارة العدل بإطارها المنفصل عن وزارة الشئون الإسلامية.. وبهذه الحيثية وغيرها , فجواد العريض مؤسسة وطنية متحركة , وقاموس بيروقراطي وتكنوقراطي يمشي على الأرض .. ولو حكى لقال الكثير.. ولو تذكر لفردت ذاكرته قاعدة بيانات تاريخية حاشدة بالكثير الكثير.. فمن يا ترى تشرق عليه شمس الحظ , فيمتلك "الباسوورد" الذي يفتح هذه القاعدة ..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق