رغم كونه ظاهرة دينامية مالية نشطة تجمع بين العصرية والعراقة , وبين البورجوازية التقليدية الموروثة , والارستقراطية الحديثة .. إلا أن فاروق المؤيد, عبر دائما عن قابلية مدنية, تتفوق على مؤسسات كاملة من تلك المؤسسات, التي تسمى " مؤسسات المجتمع المدني " بكل منابرها و مجالس إدارتها وأعضائها وأنظمتها الداخلية ولوائحها التنفيذية..
ولعل الكثيرين من الذين لا يقرؤون إلا أوائل السطور وظواهر النصوص , فسروا هذا الزخم المدني عند الرجل , كما ظهر في تحركاته لتشكيل طيف أو تيار سياسي نيابي ,على انه انتقال دراماتيكي , يحدثه هذا الفاروق المؤيد مدفوعا بسطوة رأس المال , لاقتحام إقطاعية جديدة , هي هذه المرة : إقطاعية سياسية ..!
غير أن هذا التفسير في الواقع, تأويل بلا ذاكرة, وحكم بلا حيثيات, وتحليل تكتنفه نوازع "التحريم"..! وتفنيد هذا الزعم, لا يحتاج في الواقع إلى مجادلة كبرى. فالرجل حتى الآن لم يتحدث سياسة, بل في أصوليات المجتمع المدني.. وإذا كانت نخب المجتمع المدني البحريني, اعتبرت حديث الرجل سياسة, فذاك لأنها غارقة بالسياسة, إلى درجة تقويض القطاعات الأخرى على حساب قطاع السياسة الذي أصبح يقدم مهنة لمن لا مهنة له..
وفي عصر تغلب عليه الانطباعية السائدة, تستطيع أن تصنع نائبا في البرلمان بحفنة أصوات.. وتستطيع أن تصنع سياسيا بتوقيع على عريضة.. أما القادرون على حمل الرسائل الوطنية والتعبير عنها بامتلاك قابض على اعز مفرداتها , فهؤلاء يصنعون أنفسهم عبر فكر متراكم واقتدار محكم ..
إن شخصية فاروق المؤيد التي تلتقي عندها مشارف السياسة بتخوم الاقتصاد , اقرب ما يكون إلى شخصية "جون لوك" , الفيلسوف والاقتصادي والمجادل البريطاني اللاذع , وأحد المع مفكري عصر التنوير الأول .. وأول من قال بحق الأفراد في مقاومة التشريعات غير العادلة, وحق المجتمع المدني في الرقابة على المؤسسة التشريعية..
في حديث خاص مع شقيقة فاروق المؤيد, الكاتبة والإعلامية سلوى المؤيد, أشارت إلى الأب: يوسف المؤيد, بالقول انه كان صاحب نظرية في التجارة والحياة, يمكن تسميتها بـ "نظرية استثمار الأصول المعطلة".. ومن الواضح, أن فاروق المؤيد, الذي تتلمذ على هذه النظرية, أصبح أستاذا فيها. ولا شك أن دعوته لتعميد تيار اقتصادي , يدخل المعترك السياسي , عبر أكثر بواباته مشروعية , واعني بوابة التمثيل النيابي , هي تفعيل واقعي لنظرية "استثمار الأصول المعطلة " : حين تخلف التجار ورجال الأعمال وبيوتات المال والتجارة والصناعة في البحرين , عن التقاطع مع الهم الوطني بصورته التفاعلية , تراكمت تحت السطح كثير من الأصول البحرينية الناجزة والمواكبة لمسيرة وطنية واقتصادية كبرى .. ومع بروز الراديكالية بشقيها : الديني والسياسي , فان الصوت الهادئ والواقعي لتلك الأصول , تعطل في غيابة جب الخطاب والفعل السياسي بنسخته البحرينية الجديدة .. وبالتالي فقد كان لا بد لتلك الأصول الليبرالية التقليدية, أن تعود للامساك ببعض نواصي الأمور بعد أن أصبحت مشاعا..
ثمة لدينا شاهد مباشر , على الرغم من بساطته وسطحيته النسبية مقارنة مع عمق وموسوعية فكر الرجل : في إحدى الندوات العامة , تساءل فاروق المؤيد , بشيء من التعجب الساخر : لماذا نعيد إنتاج الاختلاط في الجامعات , كإشكالية مجتمعية , في الوقت الذي انتهى السابقون لنا في كل المجتمعات المماثلة ,من بحثها , وتشريعها , وتقنينها , والتعامل معها كمظهر طبيعي من مظاهر العصر ..؟! .. إننا بهذا نعطل أصلا مكتسبا , ونعود بأنفسنا إلى ما قبل تشكيل هذا الأصل , لنبدأ من الصفر ..!! أليس كذلك ؟!
غير أن فاروق, أعاد إنتاج نظرية يوسف المؤيد, من موقعه الحالي.. أي باعتباره "تايكون" القطاع الاقتصادي البحريني ..رغم أنه شخصيا يرفض هذه الكلمة او على الأقل نسبتها اليه ..
وفي السنن الطبيعية للتايكونات , فان هؤلاء يتمتعون ببراعة تجعلهم يدركون متى تكون الأفكار التي تبدو للجميع بعيدة المنال قابلة للتحقيق ..
وفي السنن الطبيعية للتايكونات , فان تفسير الآخرين لانتقالاتهم ـ التي تبدو دراماتيكية في الظاهرـ , يختلط عادة , بالتخوف , والاتهامية , والحسد , وحسابات الربح والخسارة الساذجة ..
ولكن بالنسبة لأصدقاء فاروق وعائلته والمراقبين الفاحصين لمسيرة الرجل وفكره, لم تكن هناك غرابة أو غموض في تجواله الأخير على فضاء السياسة. لقد كان نفسه: ذلك الرجل اللامع الذي لا يخشى المخاطر، المناهض للمعتقدات التقليدية، والقادر دائما على تأسيس حافظة جديدة جامعة لأرصدة متفرقة.. والتائق دائما لاجتراح خط جديد من خطوط الإنتاج ..
هو من مواليد العام 1944 . حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة لوجبورو ببريطانيا في العام 1966. متزوج ولديه ثلاثة أبناء وبنت واحدة. سجله الاجتماعي حافل بحشد من النشاطات والاهتمامات التي تعبر عن مسئولية اجتماعية عالية المستوى ومرموقة بامتياز يحرص الرجل على الالتزام بها. ومن موقع عمله كنائب لرئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل الذي تم تشكيله بمرسوم ملكي، فقد يكون وجد فرصة لتحقيق بعض تطلعات ونظريات آمن بها دوما وطرحها في المنتديات المحلية التي شارك بها ، مدفوعا برسالة اقتصادية اجتماعية هي بعض نتاج التجارب التي اختبرها كرجل أعمال مفكر ، يحمل هما إنسانيا ويؤمن بمسئولية اجتماعية تجاه مجتمعه ووطنه ..
يرأس الرجل سلسلة لا تكاد تنتهي من مجالس الإدارة لشركات بحرينية وخليجية كبرى .. ويشارك في عضوية مجالس إدارات الشركات الأخرى . وعبارة "الذهاب إلى العمل " لها في قاموس فاروق المؤيد أكثر من مئة مرادف, تبدأ من الذهاب إلى مكتب متواضع نسبيا في باب البحرين , أو حضور اجتماع في نادي الجولف , أو رئاسة اجتماع لهيئة خيرية .. وصولا إلى اجتماع عاجل في طوكيو , يتبعه لقاء مع شريك في روما ..! وعندما يشير إلى نفسه كوكيل تجاري, فانه يعني أكثر من 300 وكالة لأسماء تجارية كبرى وشهيرة..! وحين يقول "مجال عملي" فانه يقصد التجارة والصناعة والسياحة والإعلام والبنوك والخدمات.. والماء والبترول والهواء وقليل من شعاع الشمس وضوء القمر..!
فالرجل مالك متمكن لسطوة المال . وهو يتعامل يوميا مع سطوة النفوذ . وتحرك أصابعه بعضا من سطوة الإعلام .. أما اختراقه لسطوة السياسة , فقضية أخرى , تنبع من امتلاك الرجل لرسالة وطنية .. يقول : ""عاشت البحرين أجواء ليبرالية منفتحة لعقود عدة . والمتشددون يحاولون اليوم إغلاق الباب وعدم القبول بالآخر.. إن علينا واجب استعادة تلك الهوية البحرينية الأساسية التي يحاول البعض تغيير بياناتها "..
قد يشخص البعض , هذه الرسالة بأنها نوع من التجسد الحديث , لـ "جلجامش" الساعي إلى نبتة البقاء أو الاستمرارية النامية .. وقد يراه المتفائلون, صورة عصرية لـ " بروميثيوس " الذي يجلب التقدم لقطاع يقال انه بات مهمشا , وقطاع يقال انه بات متغولا على غيره .. غير أن الأكثر أهمية من كل ذلك أن لا يلاقي هذا الاقتصادي ذي المسئولية الاجتماعية التواقة ، مصير "بروميثيوس" , فيعاقب لأعماله الصالحة ..!
ولعل الكثيرين من الذين لا يقرؤون إلا أوائل السطور وظواهر النصوص , فسروا هذا الزخم المدني عند الرجل , كما ظهر في تحركاته لتشكيل طيف أو تيار سياسي نيابي ,على انه انتقال دراماتيكي , يحدثه هذا الفاروق المؤيد مدفوعا بسطوة رأس المال , لاقتحام إقطاعية جديدة , هي هذه المرة : إقطاعية سياسية ..!
غير أن هذا التفسير في الواقع, تأويل بلا ذاكرة, وحكم بلا حيثيات, وتحليل تكتنفه نوازع "التحريم"..! وتفنيد هذا الزعم, لا يحتاج في الواقع إلى مجادلة كبرى. فالرجل حتى الآن لم يتحدث سياسة, بل في أصوليات المجتمع المدني.. وإذا كانت نخب المجتمع المدني البحريني, اعتبرت حديث الرجل سياسة, فذاك لأنها غارقة بالسياسة, إلى درجة تقويض القطاعات الأخرى على حساب قطاع السياسة الذي أصبح يقدم مهنة لمن لا مهنة له..
وفي عصر تغلب عليه الانطباعية السائدة, تستطيع أن تصنع نائبا في البرلمان بحفنة أصوات.. وتستطيع أن تصنع سياسيا بتوقيع على عريضة.. أما القادرون على حمل الرسائل الوطنية والتعبير عنها بامتلاك قابض على اعز مفرداتها , فهؤلاء يصنعون أنفسهم عبر فكر متراكم واقتدار محكم ..
إن شخصية فاروق المؤيد التي تلتقي عندها مشارف السياسة بتخوم الاقتصاد , اقرب ما يكون إلى شخصية "جون لوك" , الفيلسوف والاقتصادي والمجادل البريطاني اللاذع , وأحد المع مفكري عصر التنوير الأول .. وأول من قال بحق الأفراد في مقاومة التشريعات غير العادلة, وحق المجتمع المدني في الرقابة على المؤسسة التشريعية..
في حديث خاص مع شقيقة فاروق المؤيد, الكاتبة والإعلامية سلوى المؤيد, أشارت إلى الأب: يوسف المؤيد, بالقول انه كان صاحب نظرية في التجارة والحياة, يمكن تسميتها بـ "نظرية استثمار الأصول المعطلة".. ومن الواضح, أن فاروق المؤيد, الذي تتلمذ على هذه النظرية, أصبح أستاذا فيها. ولا شك أن دعوته لتعميد تيار اقتصادي , يدخل المعترك السياسي , عبر أكثر بواباته مشروعية , واعني بوابة التمثيل النيابي , هي تفعيل واقعي لنظرية "استثمار الأصول المعطلة " : حين تخلف التجار ورجال الأعمال وبيوتات المال والتجارة والصناعة في البحرين , عن التقاطع مع الهم الوطني بصورته التفاعلية , تراكمت تحت السطح كثير من الأصول البحرينية الناجزة والمواكبة لمسيرة وطنية واقتصادية كبرى .. ومع بروز الراديكالية بشقيها : الديني والسياسي , فان الصوت الهادئ والواقعي لتلك الأصول , تعطل في غيابة جب الخطاب والفعل السياسي بنسخته البحرينية الجديدة .. وبالتالي فقد كان لا بد لتلك الأصول الليبرالية التقليدية, أن تعود للامساك ببعض نواصي الأمور بعد أن أصبحت مشاعا..
ثمة لدينا شاهد مباشر , على الرغم من بساطته وسطحيته النسبية مقارنة مع عمق وموسوعية فكر الرجل : في إحدى الندوات العامة , تساءل فاروق المؤيد , بشيء من التعجب الساخر : لماذا نعيد إنتاج الاختلاط في الجامعات , كإشكالية مجتمعية , في الوقت الذي انتهى السابقون لنا في كل المجتمعات المماثلة ,من بحثها , وتشريعها , وتقنينها , والتعامل معها كمظهر طبيعي من مظاهر العصر ..؟! .. إننا بهذا نعطل أصلا مكتسبا , ونعود بأنفسنا إلى ما قبل تشكيل هذا الأصل , لنبدأ من الصفر ..!! أليس كذلك ؟!
غير أن فاروق, أعاد إنتاج نظرية يوسف المؤيد, من موقعه الحالي.. أي باعتباره "تايكون" القطاع الاقتصادي البحريني ..رغم أنه شخصيا يرفض هذه الكلمة او على الأقل نسبتها اليه ..
وفي السنن الطبيعية للتايكونات , فان هؤلاء يتمتعون ببراعة تجعلهم يدركون متى تكون الأفكار التي تبدو للجميع بعيدة المنال قابلة للتحقيق ..
وفي السنن الطبيعية للتايكونات , فان تفسير الآخرين لانتقالاتهم ـ التي تبدو دراماتيكية في الظاهرـ , يختلط عادة , بالتخوف , والاتهامية , والحسد , وحسابات الربح والخسارة الساذجة ..
ولكن بالنسبة لأصدقاء فاروق وعائلته والمراقبين الفاحصين لمسيرة الرجل وفكره, لم تكن هناك غرابة أو غموض في تجواله الأخير على فضاء السياسة. لقد كان نفسه: ذلك الرجل اللامع الذي لا يخشى المخاطر، المناهض للمعتقدات التقليدية، والقادر دائما على تأسيس حافظة جديدة جامعة لأرصدة متفرقة.. والتائق دائما لاجتراح خط جديد من خطوط الإنتاج ..
هو من مواليد العام 1944 . حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة لوجبورو ببريطانيا في العام 1966. متزوج ولديه ثلاثة أبناء وبنت واحدة. سجله الاجتماعي حافل بحشد من النشاطات والاهتمامات التي تعبر عن مسئولية اجتماعية عالية المستوى ومرموقة بامتياز يحرص الرجل على الالتزام بها. ومن موقع عمله كنائب لرئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل الذي تم تشكيله بمرسوم ملكي، فقد يكون وجد فرصة لتحقيق بعض تطلعات ونظريات آمن بها دوما وطرحها في المنتديات المحلية التي شارك بها ، مدفوعا برسالة اقتصادية اجتماعية هي بعض نتاج التجارب التي اختبرها كرجل أعمال مفكر ، يحمل هما إنسانيا ويؤمن بمسئولية اجتماعية تجاه مجتمعه ووطنه ..
يرأس الرجل سلسلة لا تكاد تنتهي من مجالس الإدارة لشركات بحرينية وخليجية كبرى .. ويشارك في عضوية مجالس إدارات الشركات الأخرى . وعبارة "الذهاب إلى العمل " لها في قاموس فاروق المؤيد أكثر من مئة مرادف, تبدأ من الذهاب إلى مكتب متواضع نسبيا في باب البحرين , أو حضور اجتماع في نادي الجولف , أو رئاسة اجتماع لهيئة خيرية .. وصولا إلى اجتماع عاجل في طوكيو , يتبعه لقاء مع شريك في روما ..! وعندما يشير إلى نفسه كوكيل تجاري, فانه يعني أكثر من 300 وكالة لأسماء تجارية كبرى وشهيرة..! وحين يقول "مجال عملي" فانه يقصد التجارة والصناعة والسياحة والإعلام والبنوك والخدمات.. والماء والبترول والهواء وقليل من شعاع الشمس وضوء القمر..!
فالرجل مالك متمكن لسطوة المال . وهو يتعامل يوميا مع سطوة النفوذ . وتحرك أصابعه بعضا من سطوة الإعلام .. أما اختراقه لسطوة السياسة , فقضية أخرى , تنبع من امتلاك الرجل لرسالة وطنية .. يقول : ""عاشت البحرين أجواء ليبرالية منفتحة لعقود عدة . والمتشددون يحاولون اليوم إغلاق الباب وعدم القبول بالآخر.. إن علينا واجب استعادة تلك الهوية البحرينية الأساسية التي يحاول البعض تغيير بياناتها "..
قد يشخص البعض , هذه الرسالة بأنها نوع من التجسد الحديث , لـ "جلجامش" الساعي إلى نبتة البقاء أو الاستمرارية النامية .. وقد يراه المتفائلون, صورة عصرية لـ " بروميثيوس " الذي يجلب التقدم لقطاع يقال انه بات مهمشا , وقطاع يقال انه بات متغولا على غيره .. غير أن الأكثر أهمية من كل ذلك أن لا يلاقي هذا الاقتصادي ذي المسئولية الاجتماعية التواقة ، مصير "بروميثيوس" , فيعاقب لأعماله الصالحة ..!