ليقم أوتو (إله الشمس) المستقر في السماء,
بإحضار المياه الحلوة من الأرض ..
من أقاصي الأرض إلى دلمون الحبيبة
دعيه يجعل دلمون تشرب من المياه بوفرة,
فلتنتج أطيانك وحقولك قمحا..
ولتتحول مدينتك إلى مرفأ الأرض ..
" يدفع عصام جناحي القطاعين الرسمي والخاص, والنخب والعامة, إلى التنبه .. كيف؟ لديه الكثير مما يتطلع إليه كل هؤلاء : الرؤية الخلاقة والوسائل الكافية لتحقيقها .."
قبل نحو أربعة آلاف سنة, فشل جلجامش البابلي بالعثور على نبتة الخلود التي قيل له أنها موجودة في البحرين, عند البرزخ الفاصل بين الماء العذب والماء الأجاج .. غير أن عصام جناحي, الشاب البحريني المبدع والطموح, نجح بالعثور عليها مخبوءة في العقل البحريني. بل ونجح في زراعتها هنا, على أطراف البرزخ الفاصل بين ملوحة ماء الخليج, وعذوبة الأرض التي تنبت بالنخل والإبداع.. فأثمرت "المرفأ المالي", الذي وصفته وكالات الأنباء بأنه أحد أضخم المشاريع الإنشائية والمالية في الشرق الأوسط ..
وبرأسمال يزيد على المليار دولار, فإن هذا المشروع الهائل, لم يكتف باستقطاب الكثير من الاهتمام العالمي والإقليمي, بل أضفى على صاحبه أدوارا متناقضة في الظاهر , ولكنها متوافقة في الجوهر الذي عبر عنه عصام جناحي برفعة وسمو, وهو يتحدث عقب مشاركته في المنتدى العالمي للقادة الشباب الذي انعقد في مدينتي زيرمات ودافوس السويسريتين, عن مشروع "قرية الرؤية" قائلا : "لقد طرحنا مبادرة "قرية الرؤية" بهدف توجيه الرأي العام العالمي نحو نظرة متطورة وواقعية عن التغيرات التي يشهدها العالم العربي من خلال إتاحة منتدى للحوار وتبادل الآراء والأفكار بين النخب الفكرية في العالم وتقليص الفجوة المعرفية من خلال مجمعات النجاحات المتعددة التي تضمها "قرية الرؤية".. إننا واثقون بأن هذه المبادرة ستشكل حلقة الوصل بين العرب والعالم وسوف تحظى بدعم فعال من الحكومات العربية والشخصيات العالمية المؤثرة.. وتهدف القرية والمجمعات البحثية التابعة لها إلى تنمية جيل كامل من القادة العالميين الأكفاء في العالم العربي قادرين على سد الفجوة المعرفية بين العالم العربي والعالم, وتوفير بيئة يمكن فيها للأفكار والإبداعات أن تؤتي ثمارها بصورة عملية مدروسة" ..!
المرفأ المالي: تسمية لافتة في ارتباطها بشخصية صاحبها وامتدادها إلى أعماله وتوجهاته, وأفكاره المعلنة وتلك التي لم يحن أوان الإعلان عنها.. ومن هذا المرفأ , أبحر عصام جناحي إلى العالمية, حين تم اختياره ممثلا لشباب المملكة والمنطقة , في مؤتمر قمة القادة العالميين الشباب, وحين تم انتخابه باعتباره "الشخصية المصرفية الإسلامية للعام 2003" , وحين حصل على "جائزة الشرق الأوسط للشخصية التنفيذية الشابة لعام 2005"، وحين فاز بيت التمويل الخليجي تحت قيادته بجائزة "أفضل بنك إسلامي مبتكر".. أما التسمية الأكثر اتصالا بشخصية عصام جناحي وفكره والتزامه, فهي "قرية الرؤية", التي تبدو وكأنها صورة حقيقية عن البيئة الافتراضية التي يجترح فيها هذا الشاب الواعد مشروعاته العملاقة ..
يتميز عصام جناحي, بأنه شخصية ودودة , مفعم بالسمو والكرامة, ويبدو في سلام مع نفسه, على الرغم مما يتيحه له منصبه على رأس إمبراطورية مالية ضخمة من قوة طاغية .. إنه احد أقطاب عالم المال والأعمال في نسخته الحديثة, ومع انه غير مولع بالاضاءات الساطعة, إلا انه يعمل على تخليق جيل كامل من الأعمال الكثيرة السطوع في سماء المال والاقتصاد والفكر والإبداع والسياسة والاجتماع والإعلام..
ومن موقعه كرئيس تنفيذي ورئيس مجلس ادارة لبيت التمويل الخليجي ـ أحد البنوك المالية الإسلامية الاستثمارية الكبرى في الشرق الأوسط - , وعضويته في مجالس إدارات العديد من الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية والعقارية, فإن عصام جناحي استطاع أن يكون الممثل المختار لجيل القادة العالميين الشباب الذين اختارتهم الكرة الأرضية لصناعة مستقبلها في دافوس.. ومن هذا الفضاء التمثيلي المرموق فان القائد الشاب ينشغل أيضا, في جسر هوة الفروقات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية بين الأغنياء والفقراء .. وفي انجاز مبادلات معرفية تهدف إلى صياغة مستقبل سلمي مزدهر في المنطقة .
إن مثل هذه القضايا الصعبة تشغل دولا وحكومات بكل مقدراتها, وتتطلب حلولا مختلفة بصورة دراماتيكية, وبرامج إستراتيجية مستدامة. ولكنه يقول دائما أن علينا إن نتحرك باتجاه قبول حقيقة وجود مجتمع عالمي, يستمد قوته من تنوعنا الثقافي وتوافقنا على وحدة المصير.. ويمكن القول بجدارة أن إحساس الرجل بما يراه واجبا, كان صادقا دائما ونابعا من القلب.. وثمة أكثر من دليل على ذلك ..
ومع أن من يظهرون مثل هذا الاهتمامات مرشحون دوما ليكونوا أبطالا على المستوى القومي والنخبوي, فإن هؤلاء يعانون في الغالب من عدم الشعبية.. غير أن عصام جناحي, لا يتوقف طويلا عند هذه المفارقة, وهو يؤكد دائما على أن صوت رأس المال العربي في العالم لن يكون له تأثير في أي ساحة ما لم يكن له تأثير في وطنه قبل كل شيء. ولعل هذه القراءة الكونية العميقة هي التي شكلت الدافع لتأسيس "قرية الرؤية" كمركز شامل للتأثير في الرأي العام العالمي من خلال تنظيم الحوار وتبادل الأفكار بصورة مستدامة بين العرب وبقية أمم وشعوب العالم ..
عصام يوسف عبد الله جناحي: من مواليد المنامة ـ 23/12/1965. يحمل ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هيل بالمملكة المتحدة ، والدكتوراه الفخرية من جامعة جينيف للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية.. يقول عنه مجايلوه في المدرسة, أنه كان يتميز منذ الصبا بالرصانة والهدوء , ويتمتع بحس كبير بالمسئولية . متمسك غيور بالتقاليد. قليل الكلام, ومتحفظ, ولكنه شديد الاعتزاز بثقافته وطاقته الفكرية العالية. أما الذين اقتربوا منه, وهو يقود واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في المملكة, فيصفون شخصا ديناميكيا إلى الحد المثير للدهشة. إداري لامع, طموح جدا ونزيه, ولكنه من النوع الذي لا يكتفي بالتمني. وهو أحد مؤسسي بيت التمويل الخليجي, ورئيس مجلس إدارة مرفأ البحرين المالي, ورئيس مجلس إدارة شركة البحرين لسحب الألمنيوم, ورئيس مجلس إدارة شركة انجازات للتكنولوجيا بدبي, ورئيس مجلس إدارة شركة الخليج الأطلسي العقارية بالمملكة المتحدة, ونائب رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للتعمير.. إضافة لسلسلة لا تكاد تنتهي من العضويات, توجها بعضوية مجلس الشورى البحريني بتاريخ 16/11/2002..
قبل ذلك تنقل عصام جناحي بين مناصب تنفيذية وإدارية عليا في عدد من كبريات الشركات والمجموعات المالية والاقتصادية في المنطقة, فشغل منصب مدير وعضو فريق الإدارة التنفيذية في بنك الاستثمار الإسلامي الأول – مملكة البحرين, ورئيس مجموعة التسويق للمؤسسات في شركة الخليج للاستثمار الإسلامي, ومساعد نائب الرئيس لتمويل الشركات والخدمات المصرفية الخاصة في بنك طيب, والمدير العام لشركة طيب للأوراق المالية, والمستشار المالي في ميريل لانش العالمية .
وعبر هذه السياحة في أكثر المناصب التنفيذية والقيادية رفعة في شركات مالية واقتصادية كبرى, فقد راكم عصام جناحي خبرة عريقة في العمل المصرفي التقليدي والإسلامي والصناعة المالية بشكل عام وتخصص في تأسيس وهيكلة وإدارة الصناديق الاستثمارية والاستثمار المباشر، وإدارة الأصول والاستشارات المالية .. غير أن الشاب الملتزم بأمته ووطنه ومبادئ دينه وثقافته المرموقة, لا يعمل على توظيف هذه الخبرات والملكات الباهرة في الأعمال وفق حسابات الربح والخسارة فقط, بل وفق حسابات الأكثر سموا ورفعة وأكثر نبلا. من ذلك, سعي الرجل لإطلاق صندوق إسلامي يكون بمثابة مجمع لصناديق التقاعد والتأمينات الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي, ويعمل طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية وضمن عائدات ثابتة ومستقرة للمستثمرين.. وبحسب جناحي, فإن هذا الصندوق يطمح لجمع 10 مليارات دولار, يتم توظيفها واستثمارها في مجالات المرابحة والاستصناع والإجارة إضافة إلى تمويل الصكوك الإسلامية ..
في بيت التمويل الخليجي تمكن عصام جناحي من إدارة مجموعة الاستثمارات المتنوعة والتي تشتمل على عدد من المشاريع الفريدة فإضافة إلى مرفأ البحرين المالي ومنتجع العرين الصحراوي ومشروع " أساطير" في دبي لاند بالإمارات العربية المتحدة، امتدت مظلة المشروعات العملاقة التي انبثقت من محفظة بيت التمويل وأفكاره، إلى الأردن وتونس والمغرب .. وغيرها.
هذا هو عصام جناحي, جلجامش البحريني المبدع, الذي بزغ هكذا كالومض. كاللحظة القاطعة. كالسرّ الذي انفتح بلا مقدمات, في عالم المال والأعمال والاستثمار والفكر العالمي, جامعا بين الالتزام بالأساسي والرئيس والشغف بالنافل والعابر والهامشي, لتكتظ مخيّلته وذاكرته، وأصابعه, وأجندته, بأكثر الإبداعات جلاء, وأبهى الابتكارات الخلاقة حداثة وإنسانية في عوالم لا محل فيها لغير المبدعين .. وقبل هذا وذاك حق امتلاك اليقين الوطني والإنساني والحلم به .. وتحقيقه..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق