كان بابلو نيرودا ـ كشاعر عظيم ـ يتقن أكثر التقنيات الشعرية تطورا في أيامه، مضيفا إليها قدراته الإبداعية المدهشة، والتي كانت كفيلة بجعل كل قصيدة من قصائده مصدر إلهام لعدد لا حصر له من اللوحات الفنية ، ولذلك فقد كان شعره موضوعا لعدد من المعارض الفنية الخاصة التي أقامها رسامون عدة منهم بيكاسو. لكن سنوات عديدة قد مرت منذ أن سمعت أو قرأت عن شاعر ما، كنجم لمعرض فني خاص بقصائده. ويعود ذلك جزئيا إلى ندرة الرسامين الذين يحبون أن يعترفوا بشاعر، ما، كمصدر الهام. وأكثر من ذلك: ندرة الشعراء الذين يستحقون أن يخصص فنان تشكيلي كبير، معرضا كاملا من وحي قصائدهم. أما صديقنا : الشاعر البحريني المبدع علي عبدالله خليفة فقد حاز كلا الحسنيين : أن يكون شعره مصدر الهام لمعرض تشكيلي باهر واستثنائي ، وان يكون الفنان المستلهم لشعره أنثى فارهة الأنوثة ، وتشكيلية فارهة الإبداع ، ومثقفة تحمل شغفا خاصا بالكلمة إذ هي البدء ، والكلمة إذ هي الروح التي ينفثها علي عبدالله خليفة في زجاج شانتال لوجندر ، فيصير خلقا بهيا ..
ومع أنني ـ شخصياـ عدت من المعرض " أصداء"، ممتلئا شغفا ووجدا وإعجابا ودهشة، إلا أنني لن اكتب عن المعرض. فهذا مجال المتخصصين والنقاد. أما مجالي ، ففضاء من العوالم الإنسانية التي تملأها شخصية علي عبدالله خليفة ؛ مبدعا وشاعرا وأديبا وإعلاميا وباحثا .. وصديقا نبيلا..
فالمسافة من ديوانه الأول " أنين الصواري" إلى معرض " أصداء" مرورا بديوانه الثر " لا يتشابه الشجر " ، يملأها علي عبدالله خليفة بشاعريته المتدفقة وكلماته الرقراقة ومضامينه الحية وإيقاعاته المتجددة وتنويعاته الخلاقة التي يتلقى وحيها حسب اعترافه من ثلاثية : الحلم والبحر والمرأة ، ليضيء بها " ذاكرة الوطن " ويروي " عطش النخيل" ويهدهد " عصافير المسا " .. !
أما المسافة من المـجلـة الأدبـية " كتابات " التي أسسها علي عبدالله خليفة عام 1976، إلى المجلة التراثية المحكمة "الثقافة الشعبية" التي أسسها عام 2008 ، فهي بكل معنى الكلمة : مسافة إعجاز ؛ زرعها هذا الشاعر الذي تكتبه القصيدة قبل أن يكتبها ، والمبدع الفياض بالعطاء ، بحشد متدفق من نخيل الانجازات التي تراوحت بين تأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية عام 1982، وصياغة وإعداد مشروع الإستراتيجية الوطنية للشباب بمملكة البحرين عام 2005 . وفيما بين هذه وتلك كان يؤسس مجلة " المأثورات الشعبية" بقطر ، ويشرف على إنشاء الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمملكة البحرين ، ويصدر مجلة " البحرين الثقافية " ، ويتولى مهمة تأسيس إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي بمملكة البحرين ، ويشارك في أعمال العديد من المنظمات العالمية المهتمة بالتراث والثقافة ، ويحيي الأمسيات الشعرية متنقلا بين المهرجانات والملتقيات العربية والعالمية ، منشدا رسالته الإنسانية ، ومجددا في لغة الشعر واقانيم الموروث الأدبي العربي والخليجي ، ومنقبا دارسا في تلاوين الفنون ومضامين النصوص ..
وتبقى المسافة التي هي طقس يومي في مسيرة علي عبدالله خليفة ؛ واعني : المسافة التي بين قلب كغيمة وقلب كصفحة كتاب مقدس ، وبين عقل كالفضاء وعقل كالبراح ، وهذه يؤثثها بحشد من السجايا النبيلة والرقة التي تفيض عن الاحتمال والوفاء الذي يستحضر الفروسية كعادة يومية والمحبة نشيدا دائما .. وبلغة مستلة من السحر، وابتسامة مستلة من النهر، وقلب رحب يتسع لأخطاء الآخرين قبل إحسانهم ولأوجاعهم قبل أفراحهم..
مع بابلو نيرودا ، بدأنا هذه المقالة عن الصديق الشاعر علي عبدالله خليفة ، ونختمها معه أيضا حين قال مرة مخاطبا ناظم حكمت: أشهد أنك بهذا قد أجبت عنا جميعاً. وأنا أقول نفس العبارة لعلي عبدالله خليفة .
ومع أنني ـ شخصياـ عدت من المعرض " أصداء"، ممتلئا شغفا ووجدا وإعجابا ودهشة، إلا أنني لن اكتب عن المعرض. فهذا مجال المتخصصين والنقاد. أما مجالي ، ففضاء من العوالم الإنسانية التي تملأها شخصية علي عبدالله خليفة ؛ مبدعا وشاعرا وأديبا وإعلاميا وباحثا .. وصديقا نبيلا..
فالمسافة من ديوانه الأول " أنين الصواري" إلى معرض " أصداء" مرورا بديوانه الثر " لا يتشابه الشجر " ، يملأها علي عبدالله خليفة بشاعريته المتدفقة وكلماته الرقراقة ومضامينه الحية وإيقاعاته المتجددة وتنويعاته الخلاقة التي يتلقى وحيها حسب اعترافه من ثلاثية : الحلم والبحر والمرأة ، ليضيء بها " ذاكرة الوطن " ويروي " عطش النخيل" ويهدهد " عصافير المسا " .. !
أما المسافة من المـجلـة الأدبـية " كتابات " التي أسسها علي عبدالله خليفة عام 1976، إلى المجلة التراثية المحكمة "الثقافة الشعبية" التي أسسها عام 2008 ، فهي بكل معنى الكلمة : مسافة إعجاز ؛ زرعها هذا الشاعر الذي تكتبه القصيدة قبل أن يكتبها ، والمبدع الفياض بالعطاء ، بحشد متدفق من نخيل الانجازات التي تراوحت بين تأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية عام 1982، وصياغة وإعداد مشروع الإستراتيجية الوطنية للشباب بمملكة البحرين عام 2005 . وفيما بين هذه وتلك كان يؤسس مجلة " المأثورات الشعبية" بقطر ، ويشرف على إنشاء الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمملكة البحرين ، ويصدر مجلة " البحرين الثقافية " ، ويتولى مهمة تأسيس إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي بمملكة البحرين ، ويشارك في أعمال العديد من المنظمات العالمية المهتمة بالتراث والثقافة ، ويحيي الأمسيات الشعرية متنقلا بين المهرجانات والملتقيات العربية والعالمية ، منشدا رسالته الإنسانية ، ومجددا في لغة الشعر واقانيم الموروث الأدبي العربي والخليجي ، ومنقبا دارسا في تلاوين الفنون ومضامين النصوص ..
وتبقى المسافة التي هي طقس يومي في مسيرة علي عبدالله خليفة ؛ واعني : المسافة التي بين قلب كغيمة وقلب كصفحة كتاب مقدس ، وبين عقل كالفضاء وعقل كالبراح ، وهذه يؤثثها بحشد من السجايا النبيلة والرقة التي تفيض عن الاحتمال والوفاء الذي يستحضر الفروسية كعادة يومية والمحبة نشيدا دائما .. وبلغة مستلة من السحر، وابتسامة مستلة من النهر، وقلب رحب يتسع لأخطاء الآخرين قبل إحسانهم ولأوجاعهم قبل أفراحهم..
مع بابلو نيرودا ، بدأنا هذه المقالة عن الصديق الشاعر علي عبدالله خليفة ، ونختمها معه أيضا حين قال مرة مخاطبا ناظم حكمت: أشهد أنك بهذا قد أجبت عنا جميعاً. وأنا أقول نفس العبارة لعلي عبدالله خليفة .